الاسرة ودورها التربوى
محافظة القليوبية -إدارة بنها التعليمية-منتدى مدرسة أتريب الأبتدائية الجديدة :: بيانات مدرسة اتريب :: مشاركات أولياء الامور والامناء
صفحة 1 من اصل 1
الاسرة ودورها التربوى
لايمكن لأى منا انكار دور الأسرة التربوى ، هذا الدور الذى يساهم بشكل كبير ومباشر فى شخصية الإنسان منذ ولادته حتى مماته ، والأثر التربوى للأسرة مهما ان كانت المؤثرات الأخرى فهو اكبر أثرا من حيث المساحة الزمنية والتى هى المساحة العمرية للإنسان ، بل من الممكن أن يورث هذا الأثر من جيل الى آخر مهما ان اختلفت الثقافات ودرجات التعليم 00
فالأسرة هى البيئة الاجتماعية الأولى للطفل ، حيث يقضي السنوات الأولى من حياته ، منذُ الولادة وحتى انتقاله إلى المدرسة ، كما انها المدرسة الأولى حيث تتولى الأسرة التي يعيش في كنفها رعايته وتنشئته النشأة القويمة ، ولذلك فأن الأسرة تلعب دوراً بالغ الأهمية في تربية وإعداد أطفالها اجتماعياً وأخلاقياً و عاطفياً من خلال أحاطتهم بالحب والعاطفة والأمن وتدريبهم على السلوك الاجتماعي القويم وتوفير الرعاية الأساسية لهم ، وإشعارهم بأنهم موضع اهتمامهم وحمايتهم ، والاعتزاز بهم ، كما إنها تقوم بهذا الدورمن خلال ممارسة الأعمال والأنشطة المفيدة والعمل على تجنيبهم كل سلوك ضار ومرفوض من قبل المجتمع بأسلوب تربوي بعيد عن أساليب القمع والإكراه ، وعلى ذلك فإن الوالدين تقع عليهم مسؤولية تربوية كبرى يتوقف عليها مستقبل أطفالهم ، فالعائلة التي تغرس في نفوس أطفالها العادات الحميدة تكون قد بنت الأساس المكين لسلوكهم وأخلاقهم مستقبلاً ، وعلى العكس من ذلك فإن العادات السيئة والسلوك المنحرف الذي يتعلمه الأطفال في مقتبل حياتهم من أفراد أسرتهم يتحول إلى سلوك دائم إذا ما استمروا عليه ، فمن الصعوبة بمكان أن نلغي لدى أطفالنا عادة ما ونحل محلها عادة أخرى ، وإن ذلك يتطلب منا الجهد الكبير والوقت الطويل .
إنه لمن المؤسف حقاً أن الكثير من المربين لم يدركوا هذه الحقيقة ، ولا زالوا يسلكون تلك الأساليب التربوية البالية التي لا تهتم إلا بتلقين أبنائهم مبادئ القراءة والكتابة والمناهج النظرية المقررة في المدارس ، أما مشاكل الأبناء وأساليب حلها والتغلب عليها فتلك مسائل ثانوية في نظرهم أن هذه الأساليب لا تؤدي إلا إلى عكس النتائج المرجوة 00
إن أبنائنا الذين يمثلون اليوم نصف المجتمع والذين سيكونون كل المستقبل بحاجة ماسة وضرورية لتأمين الظروف النفسية والاجتماعية السليمة لتنشئتهم وإعدادهم لهذا المستقبل الذي ينتظرهم ، إنهم بحاجة للرعاية العائلية الحقيقية الفاعلة حيث ينبغي أن يجد الأطفال حولهم القيم السامية والقدوة الحسنة والمثل الإنسانية العليا في محيطهم العائلي وخاصة في مرحلة المراهقة ، والتي تعتبر من أهم المراحل التي يمرّ بها أبنائنا ، وأخطرها ، والتي يتم خلالها تثبيت دعائم القيم واستيعاب المعارف والمفاهيم والأفكار التي تخلق منهم عناصر إيجابية ونافعة في المجتمع .
ولكن هناك اختلافات كبيرة بين الأوضاع الاجتماعية للأسر تتحكّم فيها الظروف التي تعيش فيها كل أسرة والعلاقات السائدة بين أفرادها وبشكل خاص بين الوالدين وأن هذه الاختلافات والعلاقات تلعب دوراً خطيراً في تربية وتنشئة الأطفال ، وعلى ذلك فهناك أنواع مختلفة من الأسر يمكن أن نحددها بما يلي :
1 ـ أسر يسودها الانسجام التام والاحترام المتبادل بين الوالدين وسائر الأبناء ولا يعانون من أية مشكلات سلوكية بين أعضائها الذين يشتركون جميعاً في القيم السامية التي تحافظ على بناء وتماسك الأسرة ، وتستطيع هذه الأسر تذليل جميع المشاكل والصعوبات والتوترات الداخلية التي تجابههم بالحكمة والتعقل وبالمحبة والتعاطف والاحترام العميق لمشاعر الجميع صغاراً وكباراً ذلك لأن الاحترام المتبادل بين أفراد الأسرة وخاصة بين الوالدين هو من أهم مقومات الاستقرار والثبات في حياتها ، ومتى ما كانت الأسرة يسودها الاستقرار والثبات فإن تأثير ذلك سينعكس بكل تأكيد بشكل إيجابي على تربية وتنشئة الأطفال .
2 ـ أسر يسودها الانشقاق والتمزق والتناحر وعدم الانسجام وتفتقد إلى الاحترام المتبادل بين الوالدين ويمارس أحدهما سلوكاً غير مقبول اجتماعياً ، وفي هذه الأسر يفتقد الأطفال القدوة الضرورية التي يتعلم منها العادات والقيم والسلوكيات الحميدة لأن عدم الانسجام بين الوالدين يؤدي إلى صراع حاد داخل الأسرة ، وقد يطفو هذا الصراع على السطح وقد تشتعل حرب باردة بين الوالدين وقد يترك الأب الضعيف السلطة والمسؤولية العائلية للأم وقد تحاول الأم تشويه صورة زوجها أمام الأبناء وتستهزئ به مما يؤدي إلى شعور الأبناء بعدم الاحترام لأبيهم الضعيف والمسلوب الإرادة ، وهناك الكثير من الآباء المتسلطين على بقية أفراد العائلة ، ولجوئهم إلى أساليب العنف والقسوة في التعامل مع الزوجة ومع الأبناء مما يحوّل الحياة داخل الأسرة إلى جحيم لا يطاق ، وقد يتوسع الصراع بين الوالدين ليشمل الأبناء ، حيث يحاول كل طرف تجنيد الأبناء في صالحه مما يسبب لهم عواقب وخيمة ، حيث يصبحون كبش فداء لذلك الصراع ، ويتعرضون للتوتر الدائم والغضب والقلق والانطواء والسيطرة والعدوانية 00
3 ـ أسر جرى فيها انفصال الوالدين عن بعضهما نتيجة للشقاق والصراع المستمر بينهما مما يجعل استمرار الحياة المشتركة صعباً جداً تبرز المشاكل العديدة منها ما تتعلق بحضانة الأطفال ، ونفقتهم ، وقد يستطيع الوالدان المنفصلان التوصل إلى حل عن طريق التفاهم ، وقد يتعذر ذلك ويلجا الطرفان أو أحدهما إلى المحاكم للبت في ذلك مما يزيد من حدة الصراع بينهما ، والذي ينعكس سلباً على أبنائهما ، وفي الغالب قد تتولى الأم حضانة أطفالها ، وقد يتولى الوالد الحضانة ، وقد يتولى الاثنان ذلك بالتناوب حرصاً على مصلحة الأبناء ، وعدم انقطاع الصلة بين الوالدين وأبنائهما ، الا ان الآثار السلبية لانفصال الوالدين على الأبناء تبقى كبيرة خاصة مع استمرار الكراهية والعداء بين الزوجين المنفصلين ، ونقل ذلك الصراع بينهما إلى الأبناء ، وما يسببه ذلك من مشاكل واضطرابات نفسية لهم ، إن التأثير الناجم عن حضانة الأبناء من قبل أحد الطرفين يمكن أن يخلق مشاكل جديدة ، فقد تتزوج الأم التي تتولى حضانة أبنائها ، ويعيش الأبناء في ظل زوج الأم ، وقد يكون للزوج الجديد طفل أو أكثر ، وقد يتزوج الأب الذي يتولى حضانة الأطفال الذين سيعيشون في ظل زوجة أبيهم ، وقد يكون لزوجة الأب طفل أو أكثر ، وفي كلتا الحالتين تستجد الكثير من المشاكل ، فقد لا ينسجم الأطفال مع زوج الأم وقد لا ينسجموا مع زوجة الأب وقد لا ينسجموا مع أطفال زوجة الأب ، أو أطفال زوج الأم ، وخاصة عندما يكون هناك تمييزاً في أسلوب التعامل مع الأطفال مما ينعكس سلبياً على سلوكهم وتصرفاتهم ، ونفسيتهم ، وخاصة البنات ، وقد يؤدي بهم إلى الشعور بالضيق والقلق والإحباط والخوف والشعور بالحرمان والحنين والحزن وهبوط المستوى الدراسي والهروب من المدرسة والسرقة وغيرها من السلوك المنحرف والمخالف للقانون00
4 ـ أسر فقدت أحد الوالدين نتيجة الوفاة بسبب مرضي أو وقوع حادث ، ومن الطبيعي إن فقدان أحد الوالدين يؤثر تأثيراً بالغاً على نفسية الأبناء ، وخصوصاً إذا ما كانت العلاقة التي تسود الأسرة تتميز بالاستقرار والثبات ، ويسودها المحبة والوئام والاحترام المتبادل ، وقد يتزوج الطرف الباقي على قيد الحياة ليدخل حياة الأبناء زوج أم ، أو زوجة أب ، وما يمكن أن يحمله لهم ذلك من مشاكل نفسية يصعب تجاوزها ، وخاصة إذا ما كان تعامل العضو الجديد في الأسرة مع الأطفال لا يتسم بالمحبة والعطف والحنان الذي كانوا يلقونه من الأم المفقودة ، أو الأب المفقود .
5 ـ أسر تعمل فيها الأم بالإضافة إلى الأب ، ومن الطبيعي أن الأم العاملة تترك أطفالها في رعاية الآخرين ، سواء أكان ذلك في دور الحضانة ، ورياض الأطفال ، أو تركهم لدى الأقارب مثل الجد والجدة ، وحيث أن أكثر من نصف الأمهات قد دخلن سوق العمل ، فإن النتيجة التي يمكن الخروج بها هي أن أكثر من 50% من الأطفال يقضون فترة زمنية طويلة من النهار في رعاية شخص آخر من غير الوالدين سواء داخل الأسرة أو خارجها ، ورغم عدم توفر الأدلة على مدى التأثيرات السلبية والإيجابية على أبناء الأمهات العاملات ، إلا أن مما لاشك فيه أن الكثير منهن يعانين نوعاً من الصراع ، والشعور بالذنب بسبب العمل ، وترك أطفالهن في رعاية الآخرين ، وخاصة عند ما يتعرض الأطفال لمشكلات صحية أو انفعالية ، وتحاول العديد من الأمهات التعويض عن ذلك بتدليل أطفالهن وتلبية مطالبهم . ورغم الجوانب السلبية لعمل الأم فإن هناك جانب إيجابي ومفيد للأطفال ، حيث يوفر عمل الأم المناخ الذي يساعدهم على الاستقلالية ، والاعتماد على النفس في كثير من الأمور .
6 ـ أسر لديها طفل واحد يغمره الوالدان بالدلال المفرط ، والرعاية المبالغ فيها ، والحرص الشديد ، مما يؤثر تأثيراً سلبياً على سلوكه وشخصيته . فالدلال الزائد للطفل يجعله غير مطيع لتوجيهات والديه ، وتكثر مطالبه غير الواقعية ، ويميل إلى الاستبداد في المنزل والميل إلى الغضب لأتفه الأسباب ، وفي حالات كثيرة يتصف الطفل المدلل بالجبن والخوف والانطواء ، سواء داخل المدرسة أو في أوقات اللعب ، وبضعف الشخصية ، أو قد يتسم في أحيان كثيرة بالعدوانية ، والغرور المفرط ، والأنانية ، إن المصلحة الحقيقة للطفل تتطلب من الوالدين أن يمنحاه الحب والعطف والرعاية الأزمة من دون مبالغة في ذلك ،لكي يضمنا النمو الطبيعي له ، الخالي من كل التأثيرات السلبية
7- أسر لديها أكثر من طفل واحد فإنها تجابه العديد من المشاكل والصعاب في تربية أبنائها ، فقد يتعرض الأطفال إلى نوع من التمييز من قبل الوالدين ، فهناك أسر تميل إلى البنين وتحيطهم بالرعاية والاهتمام أكثر من البنات ، وقد يحدث العكس ، في بعض الأحيان الطفل الأول يشعر بأن شقيقه الثاني قد أخذ منه جانبا كبيراً من الحنان والحب والرعاية ، مما يسبب له الشعور بالغيرة ، وما تسببه من مشاكل تتطلب من الوالدين الحكمة والتبصر في معالجتها ، فالغيرة هي أحد العوامل الهامة في كثير من المشاكل والتي قد تدفع الطفل إلى التخريب ، والغضب ، والنزعات العدوانية ، والتبول اللاإرادي ، وضعف الثقة بالنفس ، وأحيانا يكون الطفل الأخير يحظى دائماً بنوع خاص من الرعاية والحب و الحنان والعطف ، من قبل الوالدين الذين يعاملانه لمدة أطول من المدة التي عومل فيها من سبقه من الأخوة والأخوات على أنه طفل وتحيطهم بالرعاية والاهتمام ، وغالباً ما يشعر الطفل الأخير بأنه أقل قوة ونموا، واقل قدرة على التمتع بالحرية ، والثقة ممن هم أكبر منه 00
الآثار السلبية الظاهرة الناجمة عن تردى اوضاع الأسرة : النتيجة الحتمية لتردى اوضاع الأسرة وفقدانها للترابط تحت اى مسمى الكثير من المشاكل السلوكية الظاهرة والتى يقصد بها العادات السيئة التي يكتسبها الأبناء من المحيط الذي يعيشون فيه ويمكننا أن نحدد أهم تلك العادات السيئة والخطرة والتي تصيب أبنائنا بأفدح الأضرار ، والتي ينبغي أن نعير لمعالجتها أهمية خاصة ومن هذه الآثار السلوكية الظاهرة التى يكتسبها الطفل :
1 ـ الكذب : الكذب من ابرز العادات الشائعة لدى الأبناء ، والتي قد تستمر معهم في الكبر إذا ما تأصلت فيهم ، وهذه العادة ناشئة في اغلب الأحيان من الخوف ، وخاصة في مرحلة الطفولة من عقاب يمكن أن ينالهم بسبب قيامهم بأعمال منافية أو ذنوب ، أو بسبب محاولتهم تحقيق أهداف وغايات غير مشروعة ، ويكون الغرض منه بالطبع حماية النفس 00
2- السرقة : السرقة نوع من السلوك يعّبر به صاحبه عن حاجة شخصية ، أو نفسية ، وهي كصفة الكذب ليست عادة فطرية ، بل مكتسبة ، أساسها الرغبة في التملك بالقوة ، وبدون وجه حق ،أو بسبب العوز والحاجة ،وخاصة عند ما يجد الطفل زملائه يحصلون من ذويهم على كل ما يشتهون ويطلبون وعدم قدرته على إشباع حاجاته ورغباته أسوة بزملائه ، وهذه الصفة ذات تأثير اجتماعي سيئ جداً ، لأن ضررها يقع على الآخرين 00
3- التشاجر والتخريب وحب الاعتداء : من المشاكل التي نواجهها لدى أبنائنا هي الميل للتخريب وللتشاجر والاعتداء على بعضهم البعض ، والانتقام والمعاندة والمشاكسة والتحدي والاتجاه نحو التعذيب والتنغيص وتعكير الجو العام وإحداث الفتن ويصاحب هذا السلوك حالة من نوبات الغضب بصور ودرجات مختلفة ، وفى كل الأحوال ينقلب هذا الغضب إلى الضرب او إلى التخريب والاعتداء على الممتلكات وغيرها ، و قلما يمر يوم واحد دون أن نجد العشرات من الحوادث من هذا القبيل .
4- المخدرات : إنها وبكل تأكيد أخطر ما يواجه أجيالنا اليوم ، أنها تفوق كل المخاطر الأخرى التي يمكن أن يتعرض لها أبناءنا ، إنها تسرق منا أبنائنا وتحيلهم حطاماً وتدمر مستقبلهم ، وتدفعهم إلى الجريمة شاءوا أم أبوا .من أجل تأمين النقود اللازمة لشرائها إذا ما أدمنوا عليها .
5- التأخر الدراسي : وهى المشكلة التى يتشكى منها الكثير من الآباء والأمهات وهى حالة التأخر الدراسي التي يعاني منها أبناءهم ، غير مدركين للأسباب الحقيقية وراء هذا التأخرالا وهو التفكك الأسرى الحاصل وقد يلجأ البعض منهم إلى الأساليب غير التربوية والعقيمة ، كالعقاب البدني مثلاً في سعيهم لحث أبنائهم على الاجتهاد وهذه الأساليب القسرية لا يمكن أن تؤدي إلى تحسين أوضاع أبنائهم ، بل على العكس يمكن أن تعطينا نتائج عكسية لما نتوخاه .
واجبات الأسرة نحو التربية الصحيحة للأبناء : لكى تقوم الأسرة بواجبها نحو تربية أطفالها التربية القويمة عليها الالتزام بالمبادئ التالية تجاه ابنائهم او تجاه انفسهم :
1 ـ ينبغي للوالدين احترام مسار النمو العادي لطاقات أطفالهم ، والسماح لغرائزهم بالنمو بشكل طبيعي ، شرط أن لا تعرضهم للاستثارة الزائدة ، وإرشادهم فيما يتعلق بمواجهة المشاعر الاتكالية والجنسية والعدوانية ، ومساعدتهم على ضبط تلك المشاعر وجعلها طبيعية ، وإشباعها بأسلوب لا يخل بالقيم السائدة في ثقافتهم 00
2 ـ على الوالدين تهيئة المناخ المناسب لتنمية الثقة لدى أطفالهم ، والتي هي الأساس لكل الروابط العاطفية .
3 ـ على الوالدين إتاحة الفرصة لأطفالهم للتعبيرعن الشغف وحب الاستطلاع والمبادأة والاستكشاف ، شرط أن لا يتم التجاوز على القيم النبيلة أو على حقوق الغير وتشجيعهم على الكد والمثابرة والاجتهاد .
4ـ ينبغي للوالدين أن يتصفا بالحزم ولكن دون قسوة والإرشاد من دون استخدام الأوامر والتعليمات غير المنطقية وغير المبررة وان يحرصوا على الثقة فيما بينهم أولاً وبينهم وبين أطفالهم ثانياً ، حيث أن ذلك يساعد الأطفال على النمو تجاه المراهقة والشباب ، وتنمية المشاعر الإيجابية لديهم من تقدير الذات والقدرة على التحمل والتسامح والتمسك بالقيم الإنسانية .
5 ـ ينبغي للأسرة أن تكون نموذجاً يتسم بالثقة والأمن فيما يتمسكون به من قيم فاضلة وسلوكيات قويمة يطلبون من أبنائهم ممارستها من خلال ممارستهم هم لتلك السلوكيات والعمل على تعزيز جميع السلوكيات الإيجابية ، وامتداح أبنائهم الملتزمين بها ، والعمل على كف السلوكيات الخاطئه والمنحرفة وغير المرغوب بها .
6 ـ استخدام الحب والتقبيل بدلاً من أساليب القوة والسيطرة والعنف فهو السبيل الأمثل لتربية وتنمية أطفالهم وجعلهم أكثر قدرة على تحمل المسؤولية عن أفعالهم وتمسكهم بالتعاون مع الآخرين ، إن استخدام أساليب العنف مع الأطفال لضبط سلوكهم من شأنه أن يؤدي إلى تنمية المشاعر العدوانية لديهم 00
7- التنسيق المستمر مع المدرسة فى تربية الأبناء : إن ما يكتسبه الأطفال خلال السنوات الست الأولى من حياتهم بين أسرهم ، قبل دخولهم المدرسة والتي هي امتداد للتربية في البيت ، فالبيت هو البيئة الاجتماعية الأولى للطفل ، التي يتعلم فيها الكثير من الخبرات التي تساعده على التكيف مع المجتمع الأكبر ، ويلعب الآباء والأمهات دوراً كبيراً وأساسياً في تربية وتنشئة أبنائهم خلال السنوات الست الأولى من أعمارهم حيث ينتقل الأبناء إلى المدرسة والتي هي صورة مصغرة للمجتمع الكبير الخالي من الشوائب ، حيث يكتسب الأبناء خلال مكوثهم في المدرسة الخبرات الحياتية التي تؤهلهم لممارسة عملهم في المجتمع الكبير على الوجه الأكمل .ومن هذا المنطلق نستطيع أن نؤكد أن الدور الذي قام ويقوم به البيت تجاه الأبناء لا يمكن فصله عن دور المدرسة بهذا الخصوص ، فكلاهما يكمل بعضه بعضاً ، كما يستطيع الآباء والأمهات تقديم مساعدة قيمة للمدرسة في عملها التربوي بما يملكونه من الخبرات والتجارب التي اكتسبوها بتربية أبنائهم ، كما يمكنهم الحصول على المزيد من الخبرات من المدرسة ، وخاصة من المعلمين المتخصصين في معالجة المشاكل السلوكية للأطفال والمراهقين .وبناء على ذلك فعلى المدرسة أن تهتم بالتواصل المستمر مع أولياء أمور التلاميذ سواء كان ذلك عن طريق مجالس الآباء أو الأمهات والمعلمين الدورية والمنتظمة وكذلك الاتصالات الشخصية المستمرة والاتصالات الهاتفية وإرسال الرسائل لكي يكون الآباء والأمهات على صله وثيقة بأحوال أبنائهم في المدرسة من الناحيتين السلوكية والدراسية ولكي يعملوا مع إدارة ومعلمي المدرسة على تذليل كل المصاعب التي تجابههم .
8- المشاركة فى علاج التأخر الدراسى عن طريق :
أولاً ـ الإشراف المستمر على دراستهم وتخصيص جزء من أوقاتنا لمساعدتهم على تذليل الصعاب التي تجابههم بروح من العطف والحنان والحكمة والعمل على إنماء أفكارهم وشخصياتهم بصورة تؤهلهم للوصول إلى الحقائق بذاتهم وتجنب كل ما من شأنه الحطّ من قدراتهم العقلية بأي شكل من الأشكال لأن مثل هذا التصرف يخلق عندهم شعوراً بعدم الثقة بالنفس ويحد من طموحهم 00
ثانياً ـ مراقبة أوضاعهم وتصرفاتهم وعلاقاتهم بزملائهم وأصدقائهم وكيف يقضون أوقات الفراغ داخل البيت وخارجه والعمل على إبعادهم عن رفاق السوء والسمو بالدوافع أو الغرائز التي تتحكم بسلوكهم وصقلها وإذكاء أنبل الصفات والمثل الإنسانية العليا في نفوسهم .
ثالثاً ـ العمل على كشف مواهبهم وهواياتهم وتهيئة الوسائل التي تساعد على تنميتها وإشباعها
رابعاً ـ مساعد أبنائنا على تحقيق خياراتهم وعدم إجبارهم على خيارات لا يرغبون فيها 00
خامساً ـ تجنب استخدام الأساليب القسرية في تعاملنا معهم وعدم النظر إليهم والتعامل معهم وكأنهم في مستوى الكبار وتحميلهم أكثر من طاقاتهم مما يسبب لهم النفور من الدرس والفشل00 سادساً ـ مساعدتهم على تنظيم أوقاتهم وتخصيص أوقات معينة للدرس وأخرى للراحة واللعب مع أقرانهم .
فالأسرة هى البيئة الاجتماعية الأولى للطفل ، حيث يقضي السنوات الأولى من حياته ، منذُ الولادة وحتى انتقاله إلى المدرسة ، كما انها المدرسة الأولى حيث تتولى الأسرة التي يعيش في كنفها رعايته وتنشئته النشأة القويمة ، ولذلك فأن الأسرة تلعب دوراً بالغ الأهمية في تربية وإعداد أطفالها اجتماعياً وأخلاقياً و عاطفياً من خلال أحاطتهم بالحب والعاطفة والأمن وتدريبهم على السلوك الاجتماعي القويم وتوفير الرعاية الأساسية لهم ، وإشعارهم بأنهم موضع اهتمامهم وحمايتهم ، والاعتزاز بهم ، كما إنها تقوم بهذا الدورمن خلال ممارسة الأعمال والأنشطة المفيدة والعمل على تجنيبهم كل سلوك ضار ومرفوض من قبل المجتمع بأسلوب تربوي بعيد عن أساليب القمع والإكراه ، وعلى ذلك فإن الوالدين تقع عليهم مسؤولية تربوية كبرى يتوقف عليها مستقبل أطفالهم ، فالعائلة التي تغرس في نفوس أطفالها العادات الحميدة تكون قد بنت الأساس المكين لسلوكهم وأخلاقهم مستقبلاً ، وعلى العكس من ذلك فإن العادات السيئة والسلوك المنحرف الذي يتعلمه الأطفال في مقتبل حياتهم من أفراد أسرتهم يتحول إلى سلوك دائم إذا ما استمروا عليه ، فمن الصعوبة بمكان أن نلغي لدى أطفالنا عادة ما ونحل محلها عادة أخرى ، وإن ذلك يتطلب منا الجهد الكبير والوقت الطويل .
إنه لمن المؤسف حقاً أن الكثير من المربين لم يدركوا هذه الحقيقة ، ولا زالوا يسلكون تلك الأساليب التربوية البالية التي لا تهتم إلا بتلقين أبنائهم مبادئ القراءة والكتابة والمناهج النظرية المقررة في المدارس ، أما مشاكل الأبناء وأساليب حلها والتغلب عليها فتلك مسائل ثانوية في نظرهم أن هذه الأساليب لا تؤدي إلا إلى عكس النتائج المرجوة 00
إن أبنائنا الذين يمثلون اليوم نصف المجتمع والذين سيكونون كل المستقبل بحاجة ماسة وضرورية لتأمين الظروف النفسية والاجتماعية السليمة لتنشئتهم وإعدادهم لهذا المستقبل الذي ينتظرهم ، إنهم بحاجة للرعاية العائلية الحقيقية الفاعلة حيث ينبغي أن يجد الأطفال حولهم القيم السامية والقدوة الحسنة والمثل الإنسانية العليا في محيطهم العائلي وخاصة في مرحلة المراهقة ، والتي تعتبر من أهم المراحل التي يمرّ بها أبنائنا ، وأخطرها ، والتي يتم خلالها تثبيت دعائم القيم واستيعاب المعارف والمفاهيم والأفكار التي تخلق منهم عناصر إيجابية ونافعة في المجتمع .
ولكن هناك اختلافات كبيرة بين الأوضاع الاجتماعية للأسر تتحكّم فيها الظروف التي تعيش فيها كل أسرة والعلاقات السائدة بين أفرادها وبشكل خاص بين الوالدين وأن هذه الاختلافات والعلاقات تلعب دوراً خطيراً في تربية وتنشئة الأطفال ، وعلى ذلك فهناك أنواع مختلفة من الأسر يمكن أن نحددها بما يلي :
1 ـ أسر يسودها الانسجام التام والاحترام المتبادل بين الوالدين وسائر الأبناء ولا يعانون من أية مشكلات سلوكية بين أعضائها الذين يشتركون جميعاً في القيم السامية التي تحافظ على بناء وتماسك الأسرة ، وتستطيع هذه الأسر تذليل جميع المشاكل والصعوبات والتوترات الداخلية التي تجابههم بالحكمة والتعقل وبالمحبة والتعاطف والاحترام العميق لمشاعر الجميع صغاراً وكباراً ذلك لأن الاحترام المتبادل بين أفراد الأسرة وخاصة بين الوالدين هو من أهم مقومات الاستقرار والثبات في حياتها ، ومتى ما كانت الأسرة يسودها الاستقرار والثبات فإن تأثير ذلك سينعكس بكل تأكيد بشكل إيجابي على تربية وتنشئة الأطفال .
2 ـ أسر يسودها الانشقاق والتمزق والتناحر وعدم الانسجام وتفتقد إلى الاحترام المتبادل بين الوالدين ويمارس أحدهما سلوكاً غير مقبول اجتماعياً ، وفي هذه الأسر يفتقد الأطفال القدوة الضرورية التي يتعلم منها العادات والقيم والسلوكيات الحميدة لأن عدم الانسجام بين الوالدين يؤدي إلى صراع حاد داخل الأسرة ، وقد يطفو هذا الصراع على السطح وقد تشتعل حرب باردة بين الوالدين وقد يترك الأب الضعيف السلطة والمسؤولية العائلية للأم وقد تحاول الأم تشويه صورة زوجها أمام الأبناء وتستهزئ به مما يؤدي إلى شعور الأبناء بعدم الاحترام لأبيهم الضعيف والمسلوب الإرادة ، وهناك الكثير من الآباء المتسلطين على بقية أفراد العائلة ، ولجوئهم إلى أساليب العنف والقسوة في التعامل مع الزوجة ومع الأبناء مما يحوّل الحياة داخل الأسرة إلى جحيم لا يطاق ، وقد يتوسع الصراع بين الوالدين ليشمل الأبناء ، حيث يحاول كل طرف تجنيد الأبناء في صالحه مما يسبب لهم عواقب وخيمة ، حيث يصبحون كبش فداء لذلك الصراع ، ويتعرضون للتوتر الدائم والغضب والقلق والانطواء والسيطرة والعدوانية 00
3 ـ أسر جرى فيها انفصال الوالدين عن بعضهما نتيجة للشقاق والصراع المستمر بينهما مما يجعل استمرار الحياة المشتركة صعباً جداً تبرز المشاكل العديدة منها ما تتعلق بحضانة الأطفال ، ونفقتهم ، وقد يستطيع الوالدان المنفصلان التوصل إلى حل عن طريق التفاهم ، وقد يتعذر ذلك ويلجا الطرفان أو أحدهما إلى المحاكم للبت في ذلك مما يزيد من حدة الصراع بينهما ، والذي ينعكس سلباً على أبنائهما ، وفي الغالب قد تتولى الأم حضانة أطفالها ، وقد يتولى الوالد الحضانة ، وقد يتولى الاثنان ذلك بالتناوب حرصاً على مصلحة الأبناء ، وعدم انقطاع الصلة بين الوالدين وأبنائهما ، الا ان الآثار السلبية لانفصال الوالدين على الأبناء تبقى كبيرة خاصة مع استمرار الكراهية والعداء بين الزوجين المنفصلين ، ونقل ذلك الصراع بينهما إلى الأبناء ، وما يسببه ذلك من مشاكل واضطرابات نفسية لهم ، إن التأثير الناجم عن حضانة الأبناء من قبل أحد الطرفين يمكن أن يخلق مشاكل جديدة ، فقد تتزوج الأم التي تتولى حضانة أبنائها ، ويعيش الأبناء في ظل زوج الأم ، وقد يكون للزوج الجديد طفل أو أكثر ، وقد يتزوج الأب الذي يتولى حضانة الأطفال الذين سيعيشون في ظل زوجة أبيهم ، وقد يكون لزوجة الأب طفل أو أكثر ، وفي كلتا الحالتين تستجد الكثير من المشاكل ، فقد لا ينسجم الأطفال مع زوج الأم وقد لا ينسجموا مع زوجة الأب وقد لا ينسجموا مع أطفال زوجة الأب ، أو أطفال زوج الأم ، وخاصة عندما يكون هناك تمييزاً في أسلوب التعامل مع الأطفال مما ينعكس سلبياً على سلوكهم وتصرفاتهم ، ونفسيتهم ، وخاصة البنات ، وقد يؤدي بهم إلى الشعور بالضيق والقلق والإحباط والخوف والشعور بالحرمان والحنين والحزن وهبوط المستوى الدراسي والهروب من المدرسة والسرقة وغيرها من السلوك المنحرف والمخالف للقانون00
4 ـ أسر فقدت أحد الوالدين نتيجة الوفاة بسبب مرضي أو وقوع حادث ، ومن الطبيعي إن فقدان أحد الوالدين يؤثر تأثيراً بالغاً على نفسية الأبناء ، وخصوصاً إذا ما كانت العلاقة التي تسود الأسرة تتميز بالاستقرار والثبات ، ويسودها المحبة والوئام والاحترام المتبادل ، وقد يتزوج الطرف الباقي على قيد الحياة ليدخل حياة الأبناء زوج أم ، أو زوجة أب ، وما يمكن أن يحمله لهم ذلك من مشاكل نفسية يصعب تجاوزها ، وخاصة إذا ما كان تعامل العضو الجديد في الأسرة مع الأطفال لا يتسم بالمحبة والعطف والحنان الذي كانوا يلقونه من الأم المفقودة ، أو الأب المفقود .
5 ـ أسر تعمل فيها الأم بالإضافة إلى الأب ، ومن الطبيعي أن الأم العاملة تترك أطفالها في رعاية الآخرين ، سواء أكان ذلك في دور الحضانة ، ورياض الأطفال ، أو تركهم لدى الأقارب مثل الجد والجدة ، وحيث أن أكثر من نصف الأمهات قد دخلن سوق العمل ، فإن النتيجة التي يمكن الخروج بها هي أن أكثر من 50% من الأطفال يقضون فترة زمنية طويلة من النهار في رعاية شخص آخر من غير الوالدين سواء داخل الأسرة أو خارجها ، ورغم عدم توفر الأدلة على مدى التأثيرات السلبية والإيجابية على أبناء الأمهات العاملات ، إلا أن مما لاشك فيه أن الكثير منهن يعانين نوعاً من الصراع ، والشعور بالذنب بسبب العمل ، وترك أطفالهن في رعاية الآخرين ، وخاصة عند ما يتعرض الأطفال لمشكلات صحية أو انفعالية ، وتحاول العديد من الأمهات التعويض عن ذلك بتدليل أطفالهن وتلبية مطالبهم . ورغم الجوانب السلبية لعمل الأم فإن هناك جانب إيجابي ومفيد للأطفال ، حيث يوفر عمل الأم المناخ الذي يساعدهم على الاستقلالية ، والاعتماد على النفس في كثير من الأمور .
6 ـ أسر لديها طفل واحد يغمره الوالدان بالدلال المفرط ، والرعاية المبالغ فيها ، والحرص الشديد ، مما يؤثر تأثيراً سلبياً على سلوكه وشخصيته . فالدلال الزائد للطفل يجعله غير مطيع لتوجيهات والديه ، وتكثر مطالبه غير الواقعية ، ويميل إلى الاستبداد في المنزل والميل إلى الغضب لأتفه الأسباب ، وفي حالات كثيرة يتصف الطفل المدلل بالجبن والخوف والانطواء ، سواء داخل المدرسة أو في أوقات اللعب ، وبضعف الشخصية ، أو قد يتسم في أحيان كثيرة بالعدوانية ، والغرور المفرط ، والأنانية ، إن المصلحة الحقيقة للطفل تتطلب من الوالدين أن يمنحاه الحب والعطف والرعاية الأزمة من دون مبالغة في ذلك ،لكي يضمنا النمو الطبيعي له ، الخالي من كل التأثيرات السلبية
7- أسر لديها أكثر من طفل واحد فإنها تجابه العديد من المشاكل والصعاب في تربية أبنائها ، فقد يتعرض الأطفال إلى نوع من التمييز من قبل الوالدين ، فهناك أسر تميل إلى البنين وتحيطهم بالرعاية والاهتمام أكثر من البنات ، وقد يحدث العكس ، في بعض الأحيان الطفل الأول يشعر بأن شقيقه الثاني قد أخذ منه جانبا كبيراً من الحنان والحب والرعاية ، مما يسبب له الشعور بالغيرة ، وما تسببه من مشاكل تتطلب من الوالدين الحكمة والتبصر في معالجتها ، فالغيرة هي أحد العوامل الهامة في كثير من المشاكل والتي قد تدفع الطفل إلى التخريب ، والغضب ، والنزعات العدوانية ، والتبول اللاإرادي ، وضعف الثقة بالنفس ، وأحيانا يكون الطفل الأخير يحظى دائماً بنوع خاص من الرعاية والحب و الحنان والعطف ، من قبل الوالدين الذين يعاملانه لمدة أطول من المدة التي عومل فيها من سبقه من الأخوة والأخوات على أنه طفل وتحيطهم بالرعاية والاهتمام ، وغالباً ما يشعر الطفل الأخير بأنه أقل قوة ونموا، واقل قدرة على التمتع بالحرية ، والثقة ممن هم أكبر منه 00
الآثار السلبية الظاهرة الناجمة عن تردى اوضاع الأسرة : النتيجة الحتمية لتردى اوضاع الأسرة وفقدانها للترابط تحت اى مسمى الكثير من المشاكل السلوكية الظاهرة والتى يقصد بها العادات السيئة التي يكتسبها الأبناء من المحيط الذي يعيشون فيه ويمكننا أن نحدد أهم تلك العادات السيئة والخطرة والتي تصيب أبنائنا بأفدح الأضرار ، والتي ينبغي أن نعير لمعالجتها أهمية خاصة ومن هذه الآثار السلوكية الظاهرة التى يكتسبها الطفل :
1 ـ الكذب : الكذب من ابرز العادات الشائعة لدى الأبناء ، والتي قد تستمر معهم في الكبر إذا ما تأصلت فيهم ، وهذه العادة ناشئة في اغلب الأحيان من الخوف ، وخاصة في مرحلة الطفولة من عقاب يمكن أن ينالهم بسبب قيامهم بأعمال منافية أو ذنوب ، أو بسبب محاولتهم تحقيق أهداف وغايات غير مشروعة ، ويكون الغرض منه بالطبع حماية النفس 00
2- السرقة : السرقة نوع من السلوك يعّبر به صاحبه عن حاجة شخصية ، أو نفسية ، وهي كصفة الكذب ليست عادة فطرية ، بل مكتسبة ، أساسها الرغبة في التملك بالقوة ، وبدون وجه حق ،أو بسبب العوز والحاجة ،وخاصة عند ما يجد الطفل زملائه يحصلون من ذويهم على كل ما يشتهون ويطلبون وعدم قدرته على إشباع حاجاته ورغباته أسوة بزملائه ، وهذه الصفة ذات تأثير اجتماعي سيئ جداً ، لأن ضررها يقع على الآخرين 00
3- التشاجر والتخريب وحب الاعتداء : من المشاكل التي نواجهها لدى أبنائنا هي الميل للتخريب وللتشاجر والاعتداء على بعضهم البعض ، والانتقام والمعاندة والمشاكسة والتحدي والاتجاه نحو التعذيب والتنغيص وتعكير الجو العام وإحداث الفتن ويصاحب هذا السلوك حالة من نوبات الغضب بصور ودرجات مختلفة ، وفى كل الأحوال ينقلب هذا الغضب إلى الضرب او إلى التخريب والاعتداء على الممتلكات وغيرها ، و قلما يمر يوم واحد دون أن نجد العشرات من الحوادث من هذا القبيل .
4- المخدرات : إنها وبكل تأكيد أخطر ما يواجه أجيالنا اليوم ، أنها تفوق كل المخاطر الأخرى التي يمكن أن يتعرض لها أبناءنا ، إنها تسرق منا أبنائنا وتحيلهم حطاماً وتدمر مستقبلهم ، وتدفعهم إلى الجريمة شاءوا أم أبوا .من أجل تأمين النقود اللازمة لشرائها إذا ما أدمنوا عليها .
5- التأخر الدراسي : وهى المشكلة التى يتشكى منها الكثير من الآباء والأمهات وهى حالة التأخر الدراسي التي يعاني منها أبناءهم ، غير مدركين للأسباب الحقيقية وراء هذا التأخرالا وهو التفكك الأسرى الحاصل وقد يلجأ البعض منهم إلى الأساليب غير التربوية والعقيمة ، كالعقاب البدني مثلاً في سعيهم لحث أبنائهم على الاجتهاد وهذه الأساليب القسرية لا يمكن أن تؤدي إلى تحسين أوضاع أبنائهم ، بل على العكس يمكن أن تعطينا نتائج عكسية لما نتوخاه .
واجبات الأسرة نحو التربية الصحيحة للأبناء : لكى تقوم الأسرة بواجبها نحو تربية أطفالها التربية القويمة عليها الالتزام بالمبادئ التالية تجاه ابنائهم او تجاه انفسهم :
1 ـ ينبغي للوالدين احترام مسار النمو العادي لطاقات أطفالهم ، والسماح لغرائزهم بالنمو بشكل طبيعي ، شرط أن لا تعرضهم للاستثارة الزائدة ، وإرشادهم فيما يتعلق بمواجهة المشاعر الاتكالية والجنسية والعدوانية ، ومساعدتهم على ضبط تلك المشاعر وجعلها طبيعية ، وإشباعها بأسلوب لا يخل بالقيم السائدة في ثقافتهم 00
2 ـ على الوالدين تهيئة المناخ المناسب لتنمية الثقة لدى أطفالهم ، والتي هي الأساس لكل الروابط العاطفية .
3 ـ على الوالدين إتاحة الفرصة لأطفالهم للتعبيرعن الشغف وحب الاستطلاع والمبادأة والاستكشاف ، شرط أن لا يتم التجاوز على القيم النبيلة أو على حقوق الغير وتشجيعهم على الكد والمثابرة والاجتهاد .
4ـ ينبغي للوالدين أن يتصفا بالحزم ولكن دون قسوة والإرشاد من دون استخدام الأوامر والتعليمات غير المنطقية وغير المبررة وان يحرصوا على الثقة فيما بينهم أولاً وبينهم وبين أطفالهم ثانياً ، حيث أن ذلك يساعد الأطفال على النمو تجاه المراهقة والشباب ، وتنمية المشاعر الإيجابية لديهم من تقدير الذات والقدرة على التحمل والتسامح والتمسك بالقيم الإنسانية .
5 ـ ينبغي للأسرة أن تكون نموذجاً يتسم بالثقة والأمن فيما يتمسكون به من قيم فاضلة وسلوكيات قويمة يطلبون من أبنائهم ممارستها من خلال ممارستهم هم لتلك السلوكيات والعمل على تعزيز جميع السلوكيات الإيجابية ، وامتداح أبنائهم الملتزمين بها ، والعمل على كف السلوكيات الخاطئه والمنحرفة وغير المرغوب بها .
6 ـ استخدام الحب والتقبيل بدلاً من أساليب القوة والسيطرة والعنف فهو السبيل الأمثل لتربية وتنمية أطفالهم وجعلهم أكثر قدرة على تحمل المسؤولية عن أفعالهم وتمسكهم بالتعاون مع الآخرين ، إن استخدام أساليب العنف مع الأطفال لضبط سلوكهم من شأنه أن يؤدي إلى تنمية المشاعر العدوانية لديهم 00
7- التنسيق المستمر مع المدرسة فى تربية الأبناء : إن ما يكتسبه الأطفال خلال السنوات الست الأولى من حياتهم بين أسرهم ، قبل دخولهم المدرسة والتي هي امتداد للتربية في البيت ، فالبيت هو البيئة الاجتماعية الأولى للطفل ، التي يتعلم فيها الكثير من الخبرات التي تساعده على التكيف مع المجتمع الأكبر ، ويلعب الآباء والأمهات دوراً كبيراً وأساسياً في تربية وتنشئة أبنائهم خلال السنوات الست الأولى من أعمارهم حيث ينتقل الأبناء إلى المدرسة والتي هي صورة مصغرة للمجتمع الكبير الخالي من الشوائب ، حيث يكتسب الأبناء خلال مكوثهم في المدرسة الخبرات الحياتية التي تؤهلهم لممارسة عملهم في المجتمع الكبير على الوجه الأكمل .ومن هذا المنطلق نستطيع أن نؤكد أن الدور الذي قام ويقوم به البيت تجاه الأبناء لا يمكن فصله عن دور المدرسة بهذا الخصوص ، فكلاهما يكمل بعضه بعضاً ، كما يستطيع الآباء والأمهات تقديم مساعدة قيمة للمدرسة في عملها التربوي بما يملكونه من الخبرات والتجارب التي اكتسبوها بتربية أبنائهم ، كما يمكنهم الحصول على المزيد من الخبرات من المدرسة ، وخاصة من المعلمين المتخصصين في معالجة المشاكل السلوكية للأطفال والمراهقين .وبناء على ذلك فعلى المدرسة أن تهتم بالتواصل المستمر مع أولياء أمور التلاميذ سواء كان ذلك عن طريق مجالس الآباء أو الأمهات والمعلمين الدورية والمنتظمة وكذلك الاتصالات الشخصية المستمرة والاتصالات الهاتفية وإرسال الرسائل لكي يكون الآباء والأمهات على صله وثيقة بأحوال أبنائهم في المدرسة من الناحيتين السلوكية والدراسية ولكي يعملوا مع إدارة ومعلمي المدرسة على تذليل كل المصاعب التي تجابههم .
8- المشاركة فى علاج التأخر الدراسى عن طريق :
أولاً ـ الإشراف المستمر على دراستهم وتخصيص جزء من أوقاتنا لمساعدتهم على تذليل الصعاب التي تجابههم بروح من العطف والحنان والحكمة والعمل على إنماء أفكارهم وشخصياتهم بصورة تؤهلهم للوصول إلى الحقائق بذاتهم وتجنب كل ما من شأنه الحطّ من قدراتهم العقلية بأي شكل من الأشكال لأن مثل هذا التصرف يخلق عندهم شعوراً بعدم الثقة بالنفس ويحد من طموحهم 00
ثانياً ـ مراقبة أوضاعهم وتصرفاتهم وعلاقاتهم بزملائهم وأصدقائهم وكيف يقضون أوقات الفراغ داخل البيت وخارجه والعمل على إبعادهم عن رفاق السوء والسمو بالدوافع أو الغرائز التي تتحكم بسلوكهم وصقلها وإذكاء أنبل الصفات والمثل الإنسانية العليا في نفوسهم .
ثالثاً ـ العمل على كشف مواهبهم وهواياتهم وتهيئة الوسائل التي تساعد على تنميتها وإشباعها
رابعاً ـ مساعد أبنائنا على تحقيق خياراتهم وعدم إجبارهم على خيارات لا يرغبون فيها 00
خامساً ـ تجنب استخدام الأساليب القسرية في تعاملنا معهم وعدم النظر إليهم والتعامل معهم وكأنهم في مستوى الكبار وتحميلهم أكثر من طاقاتهم مما يسبب لهم النفور من الدرس والفشل00 سادساً ـ مساعدتهم على تنظيم أوقاتهم وتخصيص أوقات معينة للدرس وأخرى للراحة واللعب مع أقرانهم .
الاستاذ- عضو ماسى
- عدد المساهمات : 1628
تاريخ التسجيل : 09/10/2009
الموقع : أبو منير
بطاقة الشخصية
لعب الدوار: 9
محافظة القليوبية -إدارة بنها التعليمية-منتدى مدرسة أتريب الأبتدائية الجديدة :: بيانات مدرسة اتريب :: مشاركات أولياء الامور والامناء
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى